تحل الذكرى الرابعة بعد المئة لإنشاء دولة لبنان الكبير عندما أعلن الجنرال هنري غورو قيام هذه الدولة وإلى جانبه البطريرك الماروني ومفتي الجمهورية، نتيجة خريطة سايكس بيكو بعد الحرب العالمية الأولى.
في هذه الذكرى، هناك كثيرون ممن يشككون بأن لبنان بحدوده الحالية ما زال قابلا للعيش، في صيغة لم تنتج على مر كل هذه السنوات سوى الأزمات المتتالية والحروب والمشاكل، وتعذر فيها اللبنانيون مرارا عن الحكم بشكل ملائم.
ولكن النتيجة أنه لا يمكننا أن نحكم على لبنان الكبير بما أن صيغة الحكم فيه لم تطبق أصلا. الصيغة الأولى تم إجهاضها مع الحرب اللبنانية، والصيغة الثانية أي الطائف، معرقلة منذ إقراره، والمشكلة هي في أن هناك فريقا في لبنان يريد السيطرة في كل مرحلة على الحكم وحده.
إذا كان الحكم في لبنان أحاديا، فإن لبنان الكبير ليس له أي مكان بعد اليوم، أما إذا أردنا المحافظة عليه فعلينا أن نجد حلولا فعلية، وإلا دخلنا في بوابة تريدها إسرائيل، وهي دويلات دينية على شاكلتها.